هنا
غزة .. هنا طفولة العرب
تذبح..
هنا غزة يا أمة العرب والاسلام ... هنا طفولةُ العرب تُذبح كل يوم وتحاصر وتتيتم وتجوع وتعطش ولا مَن يرتجف له بدنٌ ولا من تتحرك مشاعره من اولئك الطواغيت القابعين على عروشهم , يضحكون ويخططون منذ شهور من أجل ان ينالوا من غزة وسلب ابتسامة اطفالها وتيتيمهم ولكن هل فكروا ماذا سيقولوا للخالق البارئ والمنتقم الجبار عندما يسألهم عن فلسطين يوم لا ريب فيه ولا مفر
.!.هنا غزة النبض والارادة والحياة,غزة الأبية التي يريدها العالم المستكبر بلا ثمن وكأن غزة ليست من العالم,وكأن اطفالها لا يتمنون ان يعيشوا طفولتهم بسلام ,وكأن نسائها لا يتمنون ان يعيشوا مستقبلهم وينجبوا اطفالاً يربونهم حتى يكبروا امام اعينهم, وكأن رجالها وشيوخها لا يتمنون تكوين اسرة وحمايتها والعمل من أجل توفير ما يلزمها .. وكأن غزة بأكملها يجب أن تدفع الثمن في كل مرة اذا حاولت المطالبة بحقوقها والدفاع عن نفسها ...
فهذه هي غزة كل يوم... غزة يا شرف كل الأمة, يا مدرسة المقاومة والعزة والكرامة هو قدرك أن تكوني كل مرة العصية على الحرب الإسرائيلية حتى ارادوكِ محرقة,أرادوكِ يتيمة , منعزلة لا يسمع صوتك كي لا يستجيب لك اي مغيث،ولكنهم حمقى حينما غفلوا ان صوتك صوت حق ونداءاتك نداءات لا بد ان يستجيب لها كل ضمير حي يعي ان القضية الفلسطينية ونصرتكم واجب ديني واخلاقي بحت.
اما انتم يا أطفال غزة فقدركم ان تواجهوا بأشلائكم حرب ابادة لتقدموا المئات من الاطفال الشهداء وأكثركم لم يبلغ الحلم ... قدركم ان تتيتموا وتنضموا الى الطفلة هدى التي لم يبرد دم والديها بعد فبكل أسف من لم تُحرِّكه مشاهد الرضَّعِ المقطعين، او اشلاء الشيوخ المرميينَ او صرخات النساء والثكالى والأطفال الخائفين الباكين ، ماذا يمكن ان يحرِّكه
! فلتكن الفاجعة في تلك الصور سيدة الموقف ...
أطفال
خطفهم القصف
أطفال غزة خطفهم القصف .. ولكن لماذا
! فهل هم من أطلقوا الصواريخ
! ام انهم اساؤوا للعالم بضحكاتهم وتصرفاتهم البريئة
!ام انهم بنظر الطغاة لا يستحقون الحياة
!هؤلاء الأطفال ذهبوا دون توديع أهلهم,دون ان يعيشوا بسلام وامان وحرية , ذهبوا ولكن دماءهم ما زالت موجودة فكل قطرة دم تصرخ الآهات ليس انهم استشهدوا بل لان اخوانهم العرب لازموا الصمت والموافقة على الشراكة بقتلهم..كيف لا والصمتُ العربيُ بدوره خجولاً ،ذليلاً يؤدي واجب الطاعة بكل فخر امام القهر والتبعية .كيف لا وهم الشركاء في قتل مئات الشهداء والجرحى والدمار الذي بات يلطخ الانظمة العربية بالعار والشعوب العربية بذل الصمت والاستكانة والخنوع .
هذا الطفل الرضيع يشبه اطفالَنا التي تغفو الى جانبِنا كل مساء، لكن أمه ستفتقده الليلة بعدما خطفته اسرائيل من احضانها وهو نائم يحلم بيوم لا تكون هي فيه ولا أي طاغية آخر. وكأن به يخاطب والده ان ينزله الى المكان الذي سيلقى فيه الهدوء والراحة الابدية ويعيش بسلام ,وكأنه يطلب من والده الا يتألم على فراقه لانه سئم من الدوي المتواصل والحصار والقهر والجوع ,سئم من عقد المؤتمرات التي نفع منها , سئم من خيانة القادة والرؤوساء العرب الذين لم يبالوا لا به ولا برفاقه المغادرين معه اشلاء..وكأنه يطلب منه ان ينزله بهدوء فلا فرق عنده ان مات اليوم ام غداً...
وهؤلاء الاطفال بعمرِ الورود ، تلاشت احلامهم وتقطعت اجسادهم إِربا إِربا، كأننا في عالمٍ لم تمر عليه كلمة انسانية أو رحمة ، كأننا في عالم مخيف متوحش خبيث يرقص فرحاً على اشلاء هؤلاء الأطفال ويطلب المزيد والمزيد لمغتصبي القدس , عالم وقادة ممتلئة بطونهم من جوع شعوبِهم، لكنهم لا ولن يشبعوا.
وصمة
عارهنا وصمة العار الكبرى على الساكتين عن الحق الشياطين الخرس الذين يزيدون وجع الأمة الشريفة والمها وحزنها، لكن قدرك يا أرض الطهارة الصابرة بأهلك الذين قدموا التضحيات والمزيد المزيد من أجل الدفاع عن كل شبر منكِ ولم ييأسوا ككل مرة ان تقومي من جديد وتنبعث الحياة من جديد ممتلئة بالكرامة والعزة والشرف، لان ليل الظالم قصير ولو طال ويوم المظلوم قريب ولو بعد...
وأخيراً يبقى السؤال الذي يردد نفسه دوماً .. أين القادة والحكام والرؤوساء العرب
؟ وأين النخوة والكرامة والشهامة
؟ كيف يبيت لهم جفن واطفال غزة مقطعو الاشلاء مسفوكو الدماء
!! كيف تسمح لهم ضمائرهم بمد يدهم من أجل التعاون مع قاتلي اصحاب الحق وسارقي الطفولة
!!فاليوم غزة الابية تدفع التضحيات وتقدم زهرة شباب أهلها هي اليوم تنتصر بالارادة على الظلم،وبالصبر على الخيانة ، وبالشهادة على العدوان وبالدم على الجلاد , وبالمقاومة على الاحتلال .
فصبراً ال غزة ان موعدكم النصر والجنة باذن الله وسنرفع دوماً لكِ هذا الشعار
^
^
غزة يا شرف كل الأمة...
اصبري وصابري فان الله معكِ... هــنــا غــزة .. هــنــا طــفــولــة الــعــرب تــذبــح .. مع تحياتي الإدارة